
متظاهرون يلوّحون بالأعلام الإيرانية والفلسطينية خلال احتجاج مناهض لإسرائيل في طهران. (وحيد سالمي / أسوشيتد برس)
لسنوات طويلة كان النظام الإيراني وأعوانه في لبنان وسوريا واليمن يرددون شعارات توحي بأن القضية الفلسطينية هي القضية المحورية لما عُرف بـ “محور المقاومة”. حتى قام النظام الإيراني بتشكيل ما سُمي بـ ”فيلق القدس”، وعلى مدار سنوات كان النظام الإيراني يتوعد إسرائيل لكن دون أدنى تحرك على أرض الواقع.
ومن الملحوظ أن ما بذله النظام الإيراني في لبنان وسوريا واليمن أكثر مما بذلهُ يوماً لفلسطين. وكان الاختبار الأكبر بعد حرب الـ ١٢ يوماً التي دمرت برنامج إيران النووي وأنظمته الدفاعية مما أدى إلى رضوخ النظام الإيراني أمام أمريكا وإسرائيل والتفاوض على الدخول في هدنة ليتعافى النظام من الخسائر التي تكبدها أثناء القصف الإسرائيلي-الأمريكي. ولكن على حد قول المرشد الإيراني علي خامنئي أن إيران قد انتصرت على أمريكا وإسرائيل.
المرشد الإيراني علي خامنئي: حققنا النصر على النظام الأميركي الذي دخل الحرب لأنهم شعروا بأن إسرائيل قد تنهار بالكامل #إيران pic.twitter.com/lFvQpcP4nB
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) June 26, 2025
ما يدعو إلى التساؤل عمّا إذا كان وقف العدوان على غزة على طاولة المفاوضات؟ إذ أن حصيلة الشهداء والجرحى في العدوان على غزة قد ارتفعت بشكل ملحوظ منذ اتفاق الهدنة الذي أبرمته إيران مع أمريكا وإسرائيل. وبما أن النظام الإيراني اعتبر نفسهُ الطرف المنتصر فلا بدّ من أن التفاوض على إيقاف العدوان على غزة أمراً سهلاً بالنسبة له، لو كان ذلك ضمن أولوياته الحقيقية.
114 شهيدًا في غزة منذ فجر اليوم الأربعاء 2 يوليو 2025، جراء قصف الاحتلال لمناطق متفرقة في القطاع، لترتفع الحصيلة إلى نحو 700 شهيد أسبوعيًا وأكثر من 2800 شهيد شهريًا، إلى جانب آلاف الجرحى والمفقودين وسط حصار خانق وأوضاع إنسانية تزداد سوءًا.
— أنس الشريف Anas Al-Sharif (@AnasAlSharif0) July 2, 2025
وهنا يبرز تساؤل أعمق يدعو للشك في حقيقة اهتمام النظام الإيراني بالقضية الفلسطينية: فهل كانت القضية مجرد ذريعة يسخدمها النظام الإيراني لتمويل أعوانه في لبنان واليمن والنظام البائد في سوريا؟ نطرح هنا تساؤلات مشروعة عما إذا كانت القضية الفلسطينية يوماً أولوية حقيقية للنظام الإيراني؟ أم أنها كانت مجرد ورقة خطابية تُوظَّف في سياقات سياسية بحتة لخدمة مصالحه وتوسيع نفوذه في المنطقة؟
إذا أعجبك هذا المقال أو كان لديك أسئلة تخص موضوع المقال لا تتردد بإبداء رأيك في قسم المراجعات.